الخميس، مايو 31، 2012

كيف و لماذا فاز أحمد شفيق ؟


أولاً : كيف فاز أحمد شفيق :

تمتلك 9 محافظات فقط ثلثى عدد الناخبين فى مصر و هذه المحافظات التسع صاحبة الصوت الأعلى فى تحديد الرئيس المصرى وهم بالترتيب حسب الكتل التصويتيه لهم : القاهره - الجيزه - الشرقيه - الدقهليه - الاسكندريه -البحيره - القليوبيه - المنيا - الغربيه

فاز أحمد شفيق بـ 5 محافظات منهم و كان الثانى فى واحده
فاز محمد مرسى بـ 2 منهم و كان الثانى فى 4 محافظات
فاز حمدين صباحى بـ 2 منهم و كان الثانى فى 3 محافظات ( المركز الثانى فى الجيزه حتى الآن متأرجح بين شفيق و صباحى )

تفسيرى لفوز أحمد شفيق فى محافظات الدلتا : القليوبيه و المنوفيه و الشرقيه و الدقهليه و الغربيه , أن نظام مبارك طيلة 30 سنه كانت جهود التنميه موجهه كلها إلى الوجه البحرى و العاصمه و معاناة أهالى وجه بحرى لا تقارن بصعيد مصر و عدد المهاجرين خارج مصر و العاملين فى الخليج من وجه بحرى أو حتى فى القاهره لا يمكن مقارنتها بأعدادهم فى الصعيد

لو اعتبرنا أن كل مؤيدى أبو الفتوح سينتقلون الى مرسى  = 9 مليون صوت تقريباً
لو اعتبرنا أن كل كتلة عمرو موسى سينتقلون الى أحمد شفيق = 8 مليون صوت تقريباً

إلى من تذهب الكتله التصويتيه لحمدين صباحى ؟؟
- هذه الكتله رفضت التصويت لأبو الفتوح و بالتالى انتقالها لمرسى صعب لرفضها القطعى للدوله الدينيه و رفضت التصويت للنظام السابق ففى رأيى هى أقرب للمقاطعه
- جزء من هذه الكتله هو من الأقباط و الذين سينتقلون بشكل مؤكد الى احمد شفيق

- الشرقيه أحد معاقل الاخوان و مسقط رأس أحمد شفيق و محمد مرسى و التى فاز فيها أحمد شفيق تعطى مؤشر قوى لجولة الاعاده
- محافظات الصعيد فى الاعاده  ستتأرجح بين أحمد شفيق و محمد مرسى
- المحافظات الحدوديه و هى لا تمتلك كتله تصويتيه قويه ستتجه جميعها الى محمد مرسى

لماذا فاز أحمد شفيق ؟

- ضع نفسك مكان المجلس العسكرى و تريد أن يصل أحمد شفيق لموقع الرئاسه فمن تختار من الخمسه الكبار لمواجهته فى الإعاده ؟؟
بالتأكيد لو واجهت ابو الفتوح او صباحى ستخسر حتماً لأن كل قوى الشعب و الثوره لديه قبول لهم و لكنه كان يتشكك فى فرصهم
لو واجهت عمرو موسى فهو خيار سهل و لكنه محفوف بالمخاطر و قد يمتلأ الميدان عن آخره نتيجة حشد الاسلاميين و القوى المدنيه معاً
الحل الافضل للمجلس العسكرى هو مواجهة محمد مرسى فهو أقل الاربعه قبولاً و مرشح لا يحظى بتوافق وطنى و فى نفس الوقت ستشهد جماعة الاخوان و غيرها من القوى بنزاهة الانتخابات

- أفضل سيناريو تسحق به ثوره انك تعمل انتخابات و الأفضل منه انك تعملها بعد سنه و نصف من الثوره

- المجلس العسكرى لم يقتل كل هؤلاء المصريين طيلة عام و نصف من أجل أن يسلم السلطه لأى شخص غير عسكرى ولو لديه هذه النيه كان فعل كما فعلت القوات المسلحه فى تونس

- لإعتبارات عسكريه لا يمكن قبول فوز مرسى فهل هناك عاقل يتصور أن أعضاء المجلس العسكرى مستعدين أن يعطوا التحيه لمرسى أو حتى أن يرفع مرسى سماعة التليفون ليستدعى واحد منهم

- لإعتبارات دوليه لن تقبل دول الخليج و خاصة السعوديه بوجود الاخوان المسلمين على رأس السلطه فى مصر فهذا سكون نهاية كل ممالك الخليج و دعماً للاسلام السياسى فى هذه البلدان

- لإعتبارات دوليه لن تقبل أمريكا أو غيرها من الدول الاوروبيه ومعهم اسرائيل بوصول الاخوان لحكم مصر و هى الدوله المحوريه فى الشرق الاوسط فهم ليسوا بحاجه لإيران أخرى

أتمنى أن لا تؤيد القوى الثوريه و القوى السياسيه المدنيه مرشح الاخوان محمد مرسى لأنه فى حكم المؤكد فوز أحمد شفيق و بالتالى سيكون هذا كاشفاً لهشاشة هذه القوى و اتساخ تحالفاتها و عدم وجود مبادئ أساساً لديهم و أنهم على إستعداد للتحالف مع الشيطان حتى تنجح ثورتهم

تأييدهم لمرسى يكشف مدى سطحية فكرة الدوله المدنيه لديهم و يجيب على تساؤل : لماذا لم تنجح الثوره ؟

الثوره للأسف تحولت فى عقول البعض الى دوجما و مستعدين أن تكون ثوره اسلاميه و يأتى خمينى مصر على أكتافهم و لا أن يقبلوا بفشلها و يحاولوا إعادة الروح إليها

الجمعة، مايو 04، 2012

أزمة الثوره بين إصلاح العقل و إصلاح المجتمع


إن أزمة الثوره المصريه الحقيقية هى فى هذه الجدليه و هى أن الثوره المصريه كانت ثوره على نظام فاسد ولكنها لم تقترب من العقول الفاسده و بالتالى يظل المواطن المصرى لديه أزمة العقل الفاسد و كل ما حدث من إنكسارات فى مسار الثوره المصريه منذ بدايتها هى إنعكاس لأزمة العقل المصرى و ليست إنعكاساً لأزمة فى الثوره أو إصلاح المجتمع نفسه

المجتمع المصرى يعانى من أزمتين مرتبطتين ببعضهما البعض هما فساد المجتمع و فساد العقل و أعنى بفساد المجتمع هو الفساد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى أى فساد ما يسمى بالنظام الحاكم أما فساد العقل فالمواطن الفرد نفسه عقله قد فسد و يظهر هذا واضحاً فى أزمة المواطن مع التابوه و الدوجما سواء العقائديه أو حتى فى تعامل الثوار أنفسهم مع الثوره فلقد تحولت فكرة الثوره لدى الكثير من النشطاء المصريين إلى دوجما فى حد ذاتها غير قابله للمناقشه و النقد , أضف إلى ذلك تحكم السلطه الدينيه فى عقل الإنسان المصرى و الإيمان بالخرافات و التفكير الدائم فى الماضى

فى 25 يناير ثار المصريين على المجتمع ولكنهم منذ عام و نصف لم تحدث ثوره على العقل أو عملية إصلاح لهذا العقل الفاسد و بالتالى تعثر إصلاح المجتمع و قد تفشل الثوره على فساد المجتمع تماماً 
نتيجة لفساد العقل

" إن الثوره قد تُسقط طاغيه و لكنها لا تستطيع أن تُغير أسلوب التفكير بل على الضد من ذلك فإن الثوره قد تولد سوء طويه تكبل الدهماء " ايمانويل كانط

و إذا حاولنا تفسير لماذا تعانى الآن الثوره المصريه من أزمه سوف نجد :
- قبول تكليف مبارك للمجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد و التهليل للمجلس و فرعنتهم هو فساد عقلى
- الثوره على رئيس وزراء والموافقه على عصام شرف و هو إنعكاس لتقديس الأشخاص و شخصنة الثوره نفسها فى نفس الوقت الذى صمت فيه الثوار على التعديلات الدستوريه التى كان البشرى يقوم بطبخها
- الإستفتاء على مواد الدستور و إستخدام الدين فى تسيير الناخبين هو إنعكاس لأزمة العقل
- الإعتصام أمام السفاره الإسرائيليه و إعتصام ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء كلها نتائج لأزمة العقل المصرى
- التصويت فى مجلس الشعب لتيار الإسلام السياسى و خاصة السلفى لمجرد أنه سوف يطبق شرع الله هو إعلان واضح لأزمة العقل
- إعتصام العباسيه القائم بالأساس على كذبة شخص هو إنعكاس واضح لأزمة فى العقل
أغلب خطوات الثوره المصريه و التى ساهمت بشكل كبير فى حدوث إنكسارات فى مسار الثوره هى نتاج أزمة عقل المواطن المصرى

ما أود أن أقوله أن العقل الفاسد قادر على تدمير الثوره أو إصلاح المجتمع و بالتالى فإن إصلاح العقل أولاً هو ضروره لأى إصلاح أو ثوره على النظم الفاسده

و قد يحتاج إصلاح العقل إلى سنوات و لكنه ضروره إن لم تتم لن يمكن لثوره أو إصلاح فى المجتمع المصرى أن ينجح لأن العقل المكون لهذا المجتمع فاسد

فما الحل لإصلاح العقل ؟؟
الحل هو التنوير و التنوير يحتاج إلى الحريه و لا توجد حريه فى مجتمع فاسد و إصلاح المجتمع الفاسد يحتاج إلى إصلاح العقل