الأربعاء، مارس 28، 2012

إنتخاب البابا الـ 118 للكنيسه القبطيه (2)


ثانياً : هل كل الشعب من حقه أن ينتخب البطريرك أم مجموعه منتقاه أم المجمع المقدس فقط؟

قال البابا شنوده فى عظته بتاريخ 28-10-2009 " البعض افتكر ان الديمقراطيه معناها كل الشعب ينتخب , الرتب الكنسيه الكبيره .. رتبة رؤساء الكنائس لا تترك لعامة الشعب الذين لا يعرفون ما هى إختصاصات القائد الدينى فإختيار البطريرك المفروض أن يكون من القاده الناضجين . تصورو مثلاً الكنيسه الكاثوليكيه و هى أكثر الكنائس عدداً , الكنيسه دى لا يختار البابا إلا الكرادله فقط ..نقول ديمقراطيه؟؟ .. ليه هما بينتخبوا لجنه شعبيه .. أن يكون الأمر فى عمومية الناس دول سهل التأثير عليهم و قيادتهم و توجيههم و ده منقبلوش "

يقول الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط فى كتابه " حتمية النهوض بالعمل الكنسى " أن القائمين بالترشيح و الناخبين أنفسهم هم من زمرة الإكليروس و هم بدروهم القادرون على إختيار شريكهم فى الخدمه السرائريه بطريركاً عليهم, إذ أن إقحام عامة الشعب فى هذا الأمر لم تمدحه أقوال الآباء السابقين لما قد ينتج عنه من تدخل العصبيات و الأهواء ثم أن أفراد الشعب تغيب عنه ضوابط الأهليه لهذا المنصب الخطير و الكبير و كذا الصلاحيات  المطلوب فيه .. فلم يشترك الشعب من واقع أحكام الإنجيل فى إختيار ثانى عشر الرسل متياس بدلاً من يهوذا الساقط ( أع 1 : 15-25 ) "

لائحة التيار العلمانى تقترح أن يتكون الناخبين من( الأساقفه - الكهنه - الشمامسه - المكرسين - أعضاء مجالس الكنائس - أمناء مدارس الأحد – أمناء الإجتماعات المتخصصه -  100-400 شخصية عامه من كل إيبروشيه  )

لائحة 1957 يتكون الناخبين فيها من ( المطارنه و الأساقفه و رؤساء الأديره ووكلائها و أمنائها - أعضاء المجلس الإكليريكى - وكلاء الإيبروشيات - 24 كاهن من القاهره و 7 من الإسكندريه - الوزراء الأقباط الحاليين و السابقين - أعضاء مجلس الشعب الحاليين و أعضاء و نواب المجلس الملى الحاليين و السابقين - 72 من أراخنة القاهره و 24 من أراخنة الإسكندريه و 12 من أراخنة كل إيبروشيه - أصحاب الصحف و رؤساء تحريرها و محرريها من الأقباط)

فى قراءه تاريخيه لطرق اختيار بطاركة كنيستنا القبطيه سنجد أنها تنوعت بين :
الإجماع العام : البطاركه 20 – 22-24-28-36-37-43-45-47-51-53-54-55-61-62-67-68-69-72-73-76-80-81-83-87-95-100-106-107-109-110-111-113-114-115
كهنة الإسكندريه : البطاركه 4-5-6-7-8-9-10-11-13-14-15-16-17-18-25-34
بالقرعه : البطاركه 3 -48- 71-102-103-104-105-108-116-117
إختاره سلفه : البطاركه 2-21-38-39-49-50-88
تدخل قوى من الحاكم : البطاركه 27-31-33-41-75-78
الأراخنه وحدهم : البطاركه 44-70-74- 77-101
الأساقفه وحدهم : البطاركه  19-35-52-112
تعيين إلهى أو رؤيا : البطاركه 1- 12-46-82
الصدفه : البطاركه 42- 63-64
هذه الإحصائيه مأخوذه من دراسة لـ د. سعد ميخائيل سعد

أخيراً .. ملاحظات على انتخاب البطريرك عموماً و لائحة 1957:
- الهدف هو إنتخاب بطريرك و ليس زعيم سياسى أو رئيس للأقباط

- نحن لا نخترع نظام إدارى خاص بكنيستنا القبطيه و كأننا فى عزله عن الكنائس الأخرى
 
- ليس من المعقول أن الكنيسه القبطيه الأرثوذكسيه خالفت قوانين مجمع نيقيه فى موضوع علاقة الأسقف بإيبراشيته فى ضوء أن هذا المجمع معمول بقوانينه فى الكنائس الأرثوذكسيه الأخرى و الكاثوليكيه .فهل كل الكنائس فى العالم خالفت قوانين مجمع نيقيه؟؟

- لا يوجد فى تاريخ الكنيسه القبطيه نظام ثابت لإنتخاب البطريرك و بالتالى إدعاء البعض بأننا تركنا التقاليد القبطيه الأرثوذكسيه هو إدعاء باطل و الواضح أن كل شخص ينتقى ما يدعم فكرته و يقول أن هذا هو التقليد

- رافعى شعار الديمقراطيه عليهم أولاً أن يقارنوا بين الأعداد التى تشارك فى إنتخاب البطريرك القبطى و الأعداد التى تشارك فى إنتخاب بطريرك الفاتيكان و بطريرك روسيا و أيهم يقصر الإنتخاب على رجال الدين و أيهم يشرك الشعب فى انتخاب البطريرك  

- من الواضح أن كل الإقتراحات التى سبق طرحها بما فيها لائحة التيار العلمانى لا تعطى لكل المسيحيين الحق فى الإنتخاب بل تختار أعداد معينه

- البند الخاص بإشتراك الأثيوبيين فى إنتخاب البطريرك سقط من تلقاء نفسه بإنفصال الكنيستين و عودتهما ليست بنفس الصيغه التى كانوا عليها

- البند الخاص بالمرتبات لا يعيق الإنتخاب لأن المشرع نص فى اللائحه على أن اللجنه هى التى تختار الناخبين و بأعداد محدده نص عليها

- أتمنى أن لا يزيد سن البابا القادم عن 60 سنة فمهام البابا و إتصاله بالشباب من الأشياء الهامه كما أن الكثير من الأقباط و خاصة الشباب لا ينتظروا بطريرك يقيم فى كليفلاند

الجمعة، مارس 23، 2012

إنتخاب البابا الـ 118 للكنيسه القبطيه (1)


قبل مناقشة اللائحه ككل سأبدأ بعرض أهم قضيتين فيها و هما: شروط المرشح و الناخب

أولاً : المرشح لمنصب البطريرك راهب أم أسقف عام أم أسقف إبراشيه؟

  يقول المتنيح البابا شنوده الثالث فى لقاء مع الصحفى جابر القرموطى ( برنامج مانشيت) أكتوبر 2009 : " الكاثوليك كل بطاركتهم بلا إستثناء كانوا مطارنه , الأرثوذكس على نوعين : أرثوذكس غربيين و أرثوذكس شرقيين . الأرثوذكس الشرقيين زى السريان و الأرمن و الأحباش و ما إلى ذلك كل دول بطاركتهم كانوا مطارنه أو أساقفه بلا إستثناء, الأرثوذكس الغربيون مثل الروس و الرومان و البلغار و اليونان كلهم بلا إستثناء كانوا أساقفه .. بعد ما قلناه من إتجاهات كل الكنائس العالميه فهل نقول أن كل الكنائس العالميه أخطأت حينما إختارت المطارنه يكونوا بطاركه أو أن وضع كل الرئاسات 
الكنسيه فى العالم خاطئ ؟ مستحيل طبعاً! .. أو أنه كلهم خالفوا قوانين الكنيسه ؟ طبعاً مستحيل "

يقول المطران الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس فى حواره بالمصرى اليوم المنشور بتاريخ 3/11/2007 : " أنا أري أن يلزم الأسقف إبراشيته لأنه يعتبر أبًا لكل من فيها، والناس لا تستغني عن أبيها وإن كان البعض يري أنه عندما يصبح الأسقف بطريركًا، سيكون أباً لكل الأقباط أي سيتسع نطاق الأبوة وتستمر أبوته الأولي"

يقول الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط فى كتابه " حتمية النهوض بالعمل الكنسى " : " إن العبره بالأهليه و الصلاحيه لذلك الكيان الذاتى للأسقف أو المطران أو الراهب أو الخورى ابسكوبوس, لأن نوال الرتبه يقوم على مبدأ الإستحقاق ... ونوال الأسقف رتبة البطريرك لا تعتبر نقلاً من إيبارشيه إلى إيبارشيه أخرى- الشئ الذى حرمه القانون الكنسى – و لا تعتبر ترقيه لأن هذا المبدأ لا وجود له و لكنه إختيار من الله لصلاحيه أكبر يكون فيها الأسقف صالحاً لخدمة الكنيسه كلها لأنه منذ أول عهد الإيمان كانت الكرازه إيبارشيه واحده... وقد قيل أن بأن مجمع القسطنطينيه قد حرم رسامة الأسقف بطريركاً و هذا خطأ لأن المداولات و المناقشات لم تتناول هذه الواقعه و لو كانت من الأهميه لكان قد شملها قانون من قوانين مجمع القسطنطينيه و هذا لم يحدث. وما يقال من أن هناك زيجه مقدسه رمزيه بين الأسقف و مذبح إيبارشيته, هذا إنما صداً لأى أسقف آخر يقتحم عليه إيبارشيته أو يصلى على مذبحه بدون إذنه, أما إختيار الأسقف إلى البطريركيه بإرادة الله على أساس الأهليه و الإستحقاق فهو عباره عن إمتداد لخدمة هذا الأسقف للإيبارشيه الواحده التى هى الكنيسه الجامعه كلها"

أما بالنسبه إلى لائحة 1957 و التى تم إنتخاب البابا كيرلس و البابا شنوده وفقاً لها و هى  التى بين أيدينا الآن تقول "  يشترط فيمن يرشح للكرسى البطريركى أن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطراناً أو اسقفاً أو راهباً "

فى قراءه تاريخيه لهذه النقطه فى كنيستنا القبطيه سنجد أن :
المعتاد فى البطاركه أن يكونوا رهباناً و لكن هذا لا يعنى أنه إذا وصل للكرسى أسقف عام أو أسقف إيبارشيه ستكون سابقه فى تاريخ كنيستنا القبطيه

- البطاركه الذين كانوا مطارنه لإيبارشيات فى تاريخ كنيستنا هم : البابا بطرس الجاولى 109 كان مطراناً لأثيوبيا –– البابا يؤانس 113 كان مطران للبحيره – البابا مكاريوس 114 كان مطران لأسيوط – البابا يوساب 115 كان مطران لجرجا
و يلاحظ أنه عند ترشيح البابا شنوده للبطريركيه كان معه من بين المرشحين للكرسى مطارنه و أساقفة إيبارشيات

- البطاركه الذين كانوا أساقفه عموميين : البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح 110  تمت رسامته مطران عام لمصر للتحايل على رفض الخديوى لرسامته بطريرك ثم تم تنصيبه بطريرك بعدها بفتره – البابا شنوده الثالث 117 كان أسقف عام للتعليم

تبسيط للمصطلحات لغير المسيحيين :
- الراهب : هو شخص بتول أى غير متزوج يعيش داخل الدير أو حوله فى الصحراء و فى هذه الحاله يسمى راهب متوحد أى يعيش حياة الوحده
- أسقف الإيبراشيه : هى أعلى رتبه كهنوتيه فى الكنيسه و يكون مسئول عن رعاية الشعب المسيحى فى إقليم معين و يترأس القساوسسه و القمامصه القائمين على الكنائس فى هذا النطاق الجغرافى و ينسب لهذه النطاق الجغرافى و يسمى هذا النطاق الجغرافى أو الإقليم بالإيبراشيه
- المطران : هو ترقية لأسقف الإيبراشيه
- الأسقف العام : هو أسقف يساعد البطريرك فى شئون القاهره أو الإسكندريه لأن القاهره و الإسكندريه هم أسقفية البطريرك و يمكن أن يساعده فى العمل العام مثل التعليم أو رعاية الشباب .. الخ أو من الممكن أن يساعد أسقف إيبراشيه فى رعاية شئون إيبراشيته
- البطريرك : هو رئيس الأساقفه

إلى لقاء فى المقال القادم من هذه السلسله عن شروط الناخب 

الخميس، مارس 08، 2012

الوصايه السياسيه على الأقباط


يحاول البعض ربما عن جهل أو عن عمد أن يضع الأقباط فى معركه خاسرة , فى معركة تكسير عظام فى مواجهة الإسلام السياسى بقطبيه الإخوان المسلمين و السلفيين و ذلك عن طريق مواجهة الأحزاب الإسلاميه فى مجلس الشعب فيضع الأقباط فى معركه ليست معركتهم

إن سألتنى ماذا يريد الأقباط كمجموع ؟

سأقول لك إن الأقباط يريدون حقوقهم و مساواتهم مساواه كامله مع كل المصريين و بالتالى من العبث الدخول فى معركه بين التيار الليبرالى من ناحيه و التيار الإسلامى من الناحيه الأخرى أو بين أى تيار آخر فى مواجهة الإسلاميين لأن هذا سيشغلهم عن تحقيق هدفهم كما أضاع الثوار مجهودهم فى المعركه مع مبارك و ليس من أجل " عيش - حريه - عداله اجتماعيه "
الوضع السليم هو أن تبذل جهدك من أجل تحقيق هدفك دون الإنشغال بهذه المعارك الجانبيه التى لا تعني الأقباط من قريب أو بعيد

يقول أحدهم أنه إذا تركنا حرية الإختيار للأقباط فحتماً و لابد سيختارون بين الأحزاب الليبراليه و اليساريه!!

بداية لا أعرف من أين تأكد هؤلاء بصيغة حتماً و لابد و إختاروا للأقباط إتجاهات سياسيه بعينها .. عموماً الإجابه بسيطه و تظهر فى بعض التفصيلات القبطيه

أرجوك فقط أن تقارن بين رد فعل الأقباط على هذه المسائل و رد فعل الليبراليين أو اليساريين :

- العصيان المدنى .. كثيرين من الأقباط أيدوا الرأى الدينى للبابا شنوده فى هذه المسأله و أخذوه مرجعيه لهم بينما لو هم ليبراليين أو يساريين من المفترض أن تكون مرجعيتهم السياسيه هى إتجاههم السياسى
- بعض الأقباط إختاروا أن يدعموا المرشح الرئاسى المحتمل عبد المنعم أبو الفتوح و هو أحد أقطاب الإخوان المسلمين السابقين و لا يمت لليبراليه أو اليسار بصله 
- فيلم بحب السيما و رواية عزازيل و مسلسل أوان الورد .. الخ , لو كان الأقباط ليبراللين لم نكن لنرى هذا الرفض و الصدام مع إبداع فنى
- كنت أضحك من الإدعاء برعب الأقباط من تحريم البيكينى و كأن القبطيات هم رافعات لواء البكينى فى مصر بينما الحقيقه أنك ستجد بين المسلمات و القبطيات نسب متكافئه ترتدى البيكينى و نسب أخرى لا ترتديه
- قضية المواقع الإباحيه .. الكثير بل الأغلبيه من الأسر القبطيه كنفس حال المسلمين إذا سألتهم عن المواقع الإباحيه على الإنترنت سيوافقون على غلقها و فرض رقابه عليها بل ربما يتزعمون ذلك
- الإحتشام فى الملابس .. من يسعده الحظ من المسلمين للإحتكاك بأحد الكهنه  المسيحيين سوف يعلم أنهم يكثرون الحديث عن الإحتشام فى كل العظات و يدللون على كلامهم بالآيات من الكتاب المقدس و الفارق هو أن بعض فقهاء الإسلام يلزمون الناس بزى محدد بينما الكهنه المسيحيين يدعون للإحتشام فى المطلق

الأقباط ليس كلهم ليبراللين و ليس كلهم يساريين بل إنى أزعم أن كثير منهم ليس لديه مانع فى تطبيق منظومة الأخلاق الإسلاميه عدا بعض التفاصيل مثل فرض الحجاب وهذه الأمور يمكن الحديث فيها مع التيار الإسلامى و خاصة مع أحزاب مثل الوسط و الحريه و العداله و يمكن التلاقى عند نقاط إتفاق ربما تحقق للأقباط ما هو أبعد ما قد يحققونه من إلتصاقهم القبلى مع الليبراليه بدون فهمها و لا إقتناع بها أساساً
أعتقد أن الأقباط إذا بدأوا تحركات مدروسه و منهجيه ناحية الإخوان المسلمين بدلاً من الهروله إلى مقرات الإخوان بعد فوزهم بالأغلبيه فى البرلمان سوف يحققون مكاسب كبيره لأنهم كتله لا يستهان بها قادره أن تضمن حكم مستقر للإسلاميين

أنا لا أصادر على حق أى قبطى للدفاع عن الليبراليه أو عن اليسار أو عن أى إتجاه سياسى بل أنا كذلك و لكن فقط أطالبك أن تدافع عن هذه المبادئ أو تلك كليبرالى أو شيوعى أو إخوانى أو .. الخ دون أن تلصق هذه المبادئ جهلاً أو عمداً بالمسيحيه أو الأقباط

الأقباط هم ككل المصريين منهم الليبرالى و منهم اليسارى و منهم من يرى أن عقيدته فوق السياسه و المنظومه الأخلاقيه المسيحيه هى الأفضل لحكم مصر بل لا تتفاجئ إن قال لك قبطى " لو مصر دى حكمها راهب زى البابا شنوده هتبقى أحسن دوله فى الدنيا " .. هذا الإنسان أو غيره ربما يتفق فى وقت ما مع حزب الحريه و العداله أو من الممكن أن يؤسس بعض الأقباط حزباً يقوم على القيم المسيحيه التى قد يرى فيها البعض الحل السياسى لمصر كلها بكل طوائفها و قد يتفق هذا الحزب مع حزب الحريه و العداله أو النور أو الوسط و يتم التنسيق بينهم بحكم أن جميعهم يمثلون أحزاب اليمين الدينى , فلا يجوز أن نصادر على رأي هؤلاء بحجة أن كل الأقباط ليبراليين أو يساريين فمنهم أيضاً من يرى فى اليمين الدينى الأفضل لمصر  

إرفعوا أيديكم عن الأقباط !!