السبت، مايو 14، 2011

كيف فازت تونس على مصر بضربات الترجيح


حصلت تونس على إستقلالها تحت زعامة الحبيب بورقيبه أول رئيس للجمهوريه التونسيه فى الخمسينات مثل مصر تماما ً ولكن الإختلافات ما بين الحبيب بورقيبه وجمال عبد الناصر ستفاجئ أنها تشابه الإختلافات ما بين ثورة الياسمين التونسيه وثورة 25 يناير المصريه

كان جمال عبد الناصر عسكرياً ليس له الحق فى الوصول إلى السلطه فهو من حقه التدرج فى مناصبه داخل الجيش حتى التقاعد فيتم تكريمه وكأى مواطن آخر يعود إلى منزله بين أسرته ويحصل من الحكومه على معاش شهرى فليس من حقه الإنضمام لأى تنظيمات أخرى سياسيه أو عسكريه ولكن هذه المنطقيه والسلاسه المعيشيه لم تُعجب عبد الناصر فإنضم إلى تنظيم الإخوان المسلمين و كان أحد أعضاء التنظيم العسكرى به ثم أنشأ تنظيماً سماه بالظباط الأحرار و قام بإنقلاب عسكرى ثم سماه ثوره ثم إنقلب على الرئيس محمد نجيب وأعلن نفسه رئيساً لمصر

كان الحبيب بورقيبه محامياً مثل سعد زغلول وأسس حزباً سياسياً وناضل ضد الاحتلال الفرنسى وتم نفيه وسجنه وعاد ليقود الجماهير ضد الاستعمار إلى أن تم توقيع وثيقة الإستقلال وهذه هى السيره الطبيعيه لمناضل سياسى فى فترة الخمسينات لم ينقلب على شرعية موجوده دون اللجوء إلى الشعب

كان الزعيم جمال عبد الناصر مشروعه قومى عربى سياسياً ومن الناحيه الإقتصاديه إشتراكى ولكن عندما تبحث عن مشروعه الإجتماعى التنويرى لا تجد مشروعاً حقيقياً ذو ملامح واضحه وإن كان هناك مشروعاً إجتماعياً فلقد فشل فشلاً ذريعاً وتم مسحه بالأستيكه فى عهد من تبعوه وإن كانت تبعيته للعسكر و الإخوان فى آن واحد تنفى عنه هذه التهمه

كان للحبيب بورقيبه مشروعاً إجتماعياً مميزاً تمثل فى "مجلة الأحوال الشخصيه " وهى عباره عن مجموعه من القوانين الإجتماعيه تخص الأسره التونسيه مثل منع تعدد الزوجات وجعل الطلاق فى المحكمه بدلاً من يد الرجل وسحب القوامه على المرأه من الرجل والإقرار بالمساواه الكامله بين الزوجين ومنع الزواج العرفى ومنع إكراه الفتاه على الزواج من قبل الولى عليها والسماح للمواطن التونسى بالتبنى والسماح للمرأه بالإجهاض ( سبق فرنسا بهذا السماح) و ظل الشعب التونسى مسلماً ولا أعتقد أن إسلام التوانسه مشكوك به كما أن الماده الأولى فى الدستور التونسى تقول أن تونس دوله دينها الإسلام

فى ثورة 25 يناير ألقى الرئيس مبارك الدستور فى أقرب سلة قمامه وكلف المجلس العسكرى الأعلى بمنصب رئاسة الجمهوريه ولم يعترض أحد وإنبسط الشعب المصرى بالدستور المُلقى فى القمامه و أعلنها الثوار بأعلى حناجرهم " الجيش والشعب إيد واحده"

فى الثوره التونسيه 2011 عندما هرب بن على يوم الجمعه 14 يناير إلى السعوديه قام بتفويض الوزير الأول محمد الغنوشى برئاسة الدوله إستناداً على الفصل 56 من الدستور التونسى ولكن فقهاء القانون التونسيون قالوا أن هذا يعد مخالفه للدستور ويجب الرجوع للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور المنصب وبناءاً عليه تولى رئيس مجلس النواب منصب الرئاسه بشكل مؤقت

من إبداعات الثوره المصريه أن المجلس العسكرى الأعلى قام بتعيين - وليس انتخاب – لجنه لتعديل بعض مواد من الدستور كان الرئيس مبارك قد اقترح تعديلها قبل أن يتخلى عن منصبه ثم دعى لإستفتاء ووافق الشعب المصرى على التعديلات المطروحه من المجلس العسكرى والتى إقترحها الرئيس مبارك

فى الثوره التونسيه أعلن الرئيس التونسى المؤقت أنه فى يوم 14 يوليو سيتم انتخاب - وليس تعيين – مجلس وطنى تأسيسى لإعداد دستور جديد لتونس

قال سبرنجبورج أستاذ شؤون الامن القومي في مدرسة البحرية الامريكية للدراسات العليا فى 5 فبراير 2011 قبل تخلى مبارك عن السلطه أن الذى سيتبقى لدى المتظاهرين فى التحرير هو الشعور بأنهم تخلصوا من مبارك. سيهنيء البعض انفسهم. وسيشعر البعض بأنهم خسروا في اللعبة النهائية. لكنهم سيكونون مفككين لفترة كبيرة من الوقت

وكل ثوره وانتم بكل خير

 إذا الشمس غرقت في بحر الغمام
ومدت على الدنيا موجة ظلام
ومات البصر في العيون والبصاير 
وغاب الطريق في الخطوط والدواير
يا ساير يا داير يا ابو المفهومية
مفيش لك دليل غير عيون الكلام


كُتبت فى 21 مارس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق