السبت، مايو 14، 2011

كفاكم هجوماً على قداسة البابا شنوده والقيادات الكنسيه


كتب بعض الأقباط على صفحاتهم فى الفيسبوك أثناء الثوره " سنخرج رغماً عن البابا" وبعضهم هاجم البابا شنوده وساعتها قلت أنه ربما يكون نوعاً من الحماس الزائد ولكن أن يُهاجم البابا شنوده والقيادات الكنسيه داخل الكنيسه وفى إجتماعاتها فى وقت تحتاج فيه الكنيسه إلى أن تكون مجتمعه على رأى واحد فهذا لا يمكن قبوله ولابد أن نتكلم ونرد على ما يحدث حتى يعلم الشباب القبطى الحقيقه كامله 

أولاً:

- البابا يدعم أى نظام قائم فى الدوله لأنه ليس من دوره الهجوم على أى نظام إلا فى حالة الإعتداء على الأقباط وحتى فى هذه الحاله فالبابا شنوده كما عهدناه يطالب ويدافع ولا يهاجم .
- البابا لم يصدر أى حرمان كنسى لمن يخرج فى المظاهرات
- تأييد البابا للرئيس مبارك أو جمال مبارك لا يُلزم أى شخص مسيحى بأن يصوت لهما أو يؤيدهما طالما أنه يعتقد أن هذا النظام فاسد ووقع عليه ضرر منه
- أن تكون حضرتك مش عارف تحدد موقفك السياسى ومستنى أبونا فى الكنيسه أو البابا يحددلك موقفك...ده جهل سياسى من حضرتك ولا علاقة للبابا به من قريب أو من بعيد
 - الحقيقه الواضحه هى أن هؤلاء الأشخاص لم يؤمنوا بالثوره أساساً وكانوا مترددين فى الذهاب إلى ميدان التحرير وخائفين ومرتعبين وأرجلهم ترتعش والآن بعد أن هدأت الأوضاع يُحملون مواقفهم للكنيسه وللبابا شنوده وللقيادات الكنسيه
- أنتم تهاجمون البابا والآباء الكهنه لأنهم بكل بساطه بدلاً من أن يختاروا (أ) كان من المفترض حسب رأيكم أن يختاروا  (ب) وهذا يعنى أنكم تشجعون استمرار الجهل وأن يظل المسيحيون ينتظرون قراراً كهنوتياً بالخروج فى هذه المظاهره أو عدم الخروج فيها

الوضع السليم أن تقول للإنسان المسيحى : عليك أن تتثقف سياسياً وتشارك سياسياً حتى تستطيع أن تحدد مصلحتك كمصرى أولاً وكقبطى ثانياً فى أى اتجاه 

ثانياً: 

البعض يقول أن الرئيس السابق مبارك هو السبب فى كل الجرائم ضد الأقباط وكان على البابا وكل المسيحيين أن يخرجوا عليه ويشاركوا فى مظاهرات التحرير ولكن عندى بعض الأسئله إليكم
كلامكم يعنى أن الإعتداءات على الأقباط بدأت وتأسست فى عهد الرئيس مبارك
فهل الرئيس جمال عبد الناصر لم تحدث فى عهده إعتداءات وجرائم فى حق الأقباط؟
- التاريخ يقول ولست أنا : أنه فى عهد عبد الناصر تم تأميم أملاك الأقباط وأن النسبه الغالبه من مشروع التأميم كانت ضد الأقباط واقرأوا الكتب
- فى عهد الرئيس عبد الناصر تم تهجير الأقباط من مصر بأعداد ضخمه بعد أن كان الأقباط فاعلين فى الحياه السياسيه والإقتصاديه المصريه
هل الرئيس السادات لم تحدث فى عهده إعتداءات على الأقباط؟
لن أجيب على هذا السؤال لأن من لا يعلم كم الإعتداءات ضد المسيحيين والتى ترتقى للتطهير العرقى فى عصر السادات عليه أن يقرأ أولاً ثم نتحاور معه
ناهيك عن العهود الإسلاميه السابقه و إن كنت لا تعلم فبرجاء أن تعود إلى كتب تاريخ الكنيسه
أنا لا أدافع عن الرئيس مبارك ولكن فقط أردت أن أقول لك يا سيدى أن الاعتداءات على الأقباط لن تنتهى بخروج مبارك من السلطه 

ثالثاً :

 إلى من يطالبون بفصل الكنيسه عن السياسه وأن لا تتحدث القيادات الكنسيه فى السياسه
أقول لكم يا ساده يا أفاضل مطالبكم طائفيه وعنصريه فقبل أن تمسك الميكروفون لتردد كلام سليم العوا و زملاؤه من المتطرفين وحتى تكون منصفاً وكلامك مقبول فأرجوك أن تطالب بهذه المطالب أولاً
- فى البدايه إجبر الدوله على أن تضع دستوراً لدوله مدنيه وليست دينيه - كما فى الدستور الحالى بعد التعديل - يكون فيها المواطنين سواسيه لا فرق بين مسلم ومسيحى وبهائى ويهودى وملحد
- عليك أن تُقنع إخوتنا المسلمين بعمل توكيلات لسيادتك لإلغاء الماده الثانيه من الدستور لأنها تؤسس لدوله طائفيه
- ثم عليك أن تذهب إلى  المنيل لتجد مقر جماعة الإخوان المسلمين وتُقنعهم بأنهم عندما يقولون أنهم يريدون دوله مدنيه بمرجعيه إسلاميه هذا يعنى أنهم يريدون تحويل مصر إلى نظام الملالى فى إيران ولا تتفق الدوله المدنيه مع المرجعيه الدينيه أياً كانت .. وإن لم يقتنعوا بكلامك فعليك أن تُصدر قراراً بحل هذه الجماعه كما حدث فى ظل الدوله المدنيه قبل الثوره
- ثم عليك أن تذهب للأزهر الشريف وتُقنعهم بأن يعود الأزهر جامعاً كأى جامع .. لا يتدخل فى السياسه وتأخذ قراراً حكيماً بفصل ميزانية الأزهر عن الدوله وتلغى وزارة الأوقاف ويعتمد الأزهر على أموال التبرعات فقط
- ثم عليك أن تُقنع الشعب المصرى بأن يقبل الآخر وأن لايكون شعباً طائفياً وأن يتقبل الأفكار الشيوعيه والملحده بإحترام وأن لا يستخدم العنف فى مواجهة أى فكر مخالف له سواء كان مسيحى أو بهائى أو شيوعى
إن فعلت كل هذا فأبشرك أنه بدون أن تأتى إلى الكنيسه ستجد كل القيادات الكنسيه لا تتحدث إلا فى الدين لكن لا تلوم الكنيسه على تدخلها فى السياسه لأن هذا يعبر عن جهلك أو يعنى أنك تريد مصلحه شخصيه 

فالكنيسه قبل البابا شنوده وما يسمى بجيل الإصلاح كان يُسيطر عليها العلمانيون وبصراحه شديده الهجوم على البابا والقيادات الكنسيه وراؤه من يريدون عودة هذه الهيمنه ولكن يا أخى العزيز ألم يتاجر العلمانيون بالشعب القبطى لتحقيق مصالحهم الشخصيه ؟؟ فمعظم هؤلاء العلمانيين من الذين لهم مصالح مشتركه مع الدوله سواء كانوا رجال أعمال أو وزراء أو ساسه أو كتاب وأدباء أما الرهبان فلا مصلحه شخصيه لهم ولا يتاجرون بمصالح الشعب القبطى لأنهم اختاروا الفقر والطاعه الكامله والبتوليه 

يبقى رأى أخير لهؤلاء الأشخاص وهو أنه فى ليلة الجمعه 28 يناير وفى غياب الشرطه لم يعتدى أحد إخواننا المسلمين على الكنائس وكان الأقباط والمسلمين يداً واحده 

وإسمح لى يا أخى أن أُزيد علي كلامك الجميل والذى عايشناه جميعاً هذه الحقيقه : أنه فى حرب أكتوبر 1973 كان المسلمين والمسيحيين يداً واحده ولم يعتدى كلاً منهم على الآخر .. ببساطه هذا سببه أن طبيعة البشر فى كل العالم بل والحيوانات أيضاً أنهم يتوحدون فى الخطر ولكن هذا ليس إمتحان حقيقى للطائفيه الموجوده فى نفوس المصريين ومن ينكرها يضحك على نفسه لأنه بمجرد زوال الخطر ستعود ريما لعادتها القديمه وليس أدل على هذا من رفض الأزهر القاطع وكل المسلمين المعتدلين لأى تعديل فى الماده التانيه من الدستور بعد إنتهاء الثوره وحتى قبل أن ننسى أن الثوار طالبوا بدوله مدنيه فى هتافتهم 

الغريب أننا لا نسمع هذه الأصوات الرنانه فى أوقات المحن والشدائد على الكنيسه ولا يبقى لنا سوى صوت البابا شنوده والقيادات الكنسيه لتعزينا و تلملم جراحنا وتدافع عن حقوق الأقباط ولذلك فأنتظر سماعكم فى الحوادث والجرائم القادمه ضد الأقباط 

أما إلى البابا شنوده فأقول له لا تحزن من أبنائك يا قداسة البابا فمن يرددون هذا الكلام من الأقباط هم نفسهم من صفقوا فى الماضى فى مجلس الشعب عندما نطق السادات قراره بتحديد إقامتك فى الدير بنفس الحجه التى يرددونها اليوم وهى أن البابا يتدخل فى السياسه ويريد أن يكون زعيماً سياسياً للأقباط و ضاعوا هم فى غياهب التاريخ وبقيت أنت لشعبك الذى يحبك والذى لم ولن يقول كلمه تسئ إليك

كُتبت فى 22 فبراير 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق