السبت، مايو 14، 2011

لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتى


(1)

الكنيسه الأرثوذكسيه تقبل من ينكر الإيمان تحت شدة الإضطهاد ثم يرتد إلى الإيمان بعد إنتهاء عصر الإضطهاد طبقاً للرساله القانونيه للبابا بطرس خاتم الشهداء ويقول القديس أبيفانيوس أن الإنشقاق الميلاتى الذى قام به ميلاتيوس أسقف أسيوط كان سببه أن الأسقف ميلاتيوس رفض قبول المرتدين إلى المسيحيه بينما قبلهم البابا بطرس ووجد ميلاتيوس تأييداً واسعاً لدعوته فى صفوف المعترفين الذين أعلنوا إيمانهم المسيحى فحكم عليهم بالعمل فى المناجم

ولا تحتقر الكنيسه من يرتد إلى الإيمان بعد إنتهاء عصر الإستشهاد بالرغم من أن إنكاره للإيمان يعد إتحاداً مع الأوثان حسب تعبير القديس أوريجانوس فشهوة الإستشهاد لم يشترك فيها الجميع فالبعض كان يعتبر تقديم قربان للشياطين والإبتهال إلى الله تحت اسم آخر أمر ليس بذات قيمه والبعض يظن أنه لا بأس من مسايرة السلطات الوثنيه فى رغباتها إذ يكفى أن يكون الإنسان مؤمناً فى
قلبه

 (2)

الشهيد أبانوب النهيسى الذى تعيد له الكنيسه فى 24 أبيب لما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة كان دقلديانوس قد أثار الاضطهاد علي المسيحيين فأراد أن يسفك دمه علي اسم المسيح واتفق أنه دخل الكنيسة فسمع الكاهن يعظ المؤمنين ويثبتهم علي الإيمان ويحذرهم من عبادة الأوثان ويحبذ لهم أن يبذلوا نفوسهم من أجل السيد المسيح فعاد إلى بيته ووضع أمامه كل ما تركه له أبوه من الذهب والفضة والثياب وقال لنفسه مكتوب " ان العالم يزول وكل شهوته" (1 يو 2: 17) ثم قام ووزع ما له، وأتي إلى سمنود ماشيا علي شاطئ البحر واعترف أمام لوسيانوس الوالي باسم السيد المسيح

من السهل أن نفهم من قصة الشهيد أبانوب أمرين أولهما أن الكاهن فى الكنيسه كان يحبذ للناس أن يبذلوا نفوسهم من أجل السيد المسيح ولا يشجعهم على الإنهزاميه والخنوع بل كان يشجعهم على أن يعلنوا إيمانهم المسيحى و الأمر الثانى هو أنه ذهب بنفسه ليعترف بإيمانه المسيحى أمام الوالى الرومانى

وهذا هو الإستشهاد فى عصر الإضطهاد يا ساده بدون فلسفه أو إلتواء

(3)

الكرازه هى الوعظ والتبشير علانية بالحقائق الإنجيليه خصوصاً والمسيحيه عموماً والكارز أو الكاروز هو الواعظ أو المنادى بهذه البشاره والكرازه تكون لغير المؤمنين ومطلوب من كل مسيحى أن يبشر بعمل الرب الخلاصى

وفى هذا التعريف أؤكد على 3 نقاط :أن التبشير يكون علانيه و يكون لغير المؤمنين و مطلوب من كل مسيحى

(4)

- التبشير بالإنجيل علانية فى الشوارع أو أماكن العمل أو ..أو .. إنتهى بعصر الرسل والآن توجد وسائل أخرى للتبشير
- من يريد أن يكون مسيحياً فأمامه المكتبات المسيحيه والكثير من القنوات التبشيريه
- نحن نبشر لبعضنا البعض كمسيحيين
- نحن نبشر بملابسنا وإحتشامنا كمسيحيات
- رسالتنا هى الحفاظ على المسيحيين المؤمنين وليست التبشير لغير المؤمنين
- نحن نبشر بسلوكنا المسيحى
- قضيتنا الحقيقيه مع الطوائف المسيحيه الأخرى و شهود يهوه وليست مع غير المسيحيين
- التبشير هو نوع من التطرف والمغالاه فى المسيحيه
- الكنيسه لا تقوم بأي عمليات تبشير مطلقا ولا توجد بها أي هيئات في هذا المجال
- كنيستنا كنيسه رعويه وليست كنيسه تبشيريه
- عصر أن تذهب بنفسك لتعترف بإيمانك المسيحى  ولك شهوه فى الإستشهاد إنتهى أما الآن فنحن فى عصر الإستشهاد صدفة
- لا يجب أن تدعو أحداً لإيمانك المسيحى بل صلى من أجله هذه هى المحبه المسيحيه الحقيقيه
- واجبنا فى عصر الإضطهاد أن نحتمل فى صمت لا أن نشهد للمسيح علانية فنحتمل الألم
- نحن نستشهد بمشاركتنا فى الكنيسه فى أسبوع الآلام

هذه العبارات ومثلها الكثير هى الخطاب العام فى كنائسنا وإجتماعتنا وخطورة هذه الكلمات أنها ليست آراء فرديه يمكن التغاضى عنها وعن جهل مرددها ولكنها تعليم كنسى أرثوذكسى يعلنه بعض الماسكون بحديد الميكروفونات فى الكنائس , والكتاب المقدس والأرثوذكسيه بريئه من كل هذا

(5)

الله لا يرغب فى دمائنا بل يطلب إيماننا فليس ابراهيم واسحق ويعقوب استشهد أحد منهم ومع ذلك لهم كرامه إذ استحقوا أن يكونو أوائل البطاركه

سيدى الفاضل لقد ذكرت فى بداية المقال أن المسيحيه تقبل المرتدين قبل أن أتحدث عن الإستشهاد والكرازه حتى لا تتهمنى بالمغالاه

أنا فقط أريد منكم أن لا تضللوا الآخرين بآرائكم التى تعلنوها من موقع سلطه ونفوذ فرجاء محبة ألا تسموا الأشياء بغير مسمياتها فيعاب عليكم أن تزيفوا الحقائق وتتحدثوا عن الإستشهاد والفرح بالألم والصبر على العذابات ثم تقنعوا المستمع أن يظل فى مكانه دون أن يعلن إيمانه المسيحى , وما تقولونه يسمى طلباً للإستشهاد حباً للظهور وهذا حتماً يؤدى إلى جحد الإيمان

كان قديماً يشجع الشهداء المؤمنين والموعوظين على الشهاده للمسيح بدون خوف و أنتم تقومون بواجبكم فى إطفاء هذه الشجاعه عظم الله أجركم

الكنيسه ستظل دائماً جماعة من تلاميذ المسيح المنتشرين فى أنحاء الأرض و منذ بدء الكنيسه تعلن رسالة الإنجيل بواسطة المؤمنين أينما عاشوا وأينما ارتحلوا والبعض فوجئ  بشماتة بعض المسيحيين فى أعدائهم بينما المسيحيه رسالة حب وأقول لك لا تفاجئ ولا تنزعج فرسالة الحب للأعداء مرتبطه إرتباط وثيق بتقديم الإيمان المسيحى لعدوك فهذه أعظم رسالة حب وأنتم تشجعونا أن نتخلى عنها ثم تطالبونا بمحبة الأعداء

إن كنتم لم تقتنعوا بكل ما قلته فإسمحوا لى برجاء أخير ..خدامنا الأعزاء .. أرجوكم عندما تعظوا وتعلموا فى الكنيسه إعلموا أنكم لستم مخولين لإعلان خبراتكم الروحيه وتأملاتكم الشخصيه فى آيات الكتاب المقدس على أنها حقائق إيمانيه فعندما تستشهدوا بآيات الكتاب المقدس أرجوكم أن تعودوا إلى تفسيرات الآباء وهى كثيره ومتوفره بجميع المكتبات المسيحيه لأننا فى أشياء كثيره نعثر جميعنا

كُتبت فى 25 يناير 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق