إن أزمة الثوره المصريه
الحقيقية هى فى هذه الجدليه و هى أن الثوره المصريه كانت ثوره على نظام فاسد
ولكنها لم تقترب من العقول الفاسده و بالتالى يظل المواطن المصرى لديه أزمة العقل
الفاسد و كل ما حدث من إنكسارات فى مسار الثوره المصريه منذ بدايتها هى إنعكاس
لأزمة العقل المصرى و ليست إنعكاساً لأزمة فى الثوره أو إصلاح المجتمع نفسه
المجتمع المصرى يعانى
من أزمتين مرتبطتين ببعضهما البعض هما فساد المجتمع و فساد العقل و أعنى بفساد
المجتمع هو الفساد السياسى و الاقتصادى و الاجتماعى أى فساد ما يسمى بالنظام
الحاكم أما فساد العقل فالمواطن الفرد نفسه عقله قد فسد و يظهر هذا واضحاً فى أزمة
المواطن مع التابوه و الدوجما سواء العقائديه أو حتى فى تعامل الثوار أنفسهم مع
الثوره فلقد تحولت فكرة الثوره لدى الكثير من النشطاء المصريين إلى دوجما فى حد
ذاتها غير قابله للمناقشه و النقد , أضف إلى ذلك تحكم السلطه الدينيه فى عقل
الإنسان المصرى و الإيمان بالخرافات و التفكير الدائم فى الماضى
فى 25 يناير ثار
المصريين على المجتمع ولكنهم منذ عام و نصف لم تحدث ثوره على العقل أو عملية إصلاح
لهذا العقل الفاسد و بالتالى تعثر إصلاح المجتمع و قد تفشل الثوره على فساد
المجتمع تماماً
نتيجة لفساد العقل
" إن الثوره قد
تُسقط طاغيه و لكنها لا تستطيع أن تُغير أسلوب التفكير بل على الضد من ذلك فإن الثوره قد تولد سوء طويه تكبل الدهماء " ايمانويل كانط
و إذا حاولنا تفسير
لماذا تعانى الآن الثوره المصريه من أزمه سوف نجد :
- قبول تكليف مبارك
للمجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد و التهليل للمجلس و فرعنتهم هو فساد عقلى
- الثوره على رئيس
وزراء والموافقه على عصام شرف و هو إنعكاس لتقديس الأشخاص و شخصنة الثوره نفسها فى
نفس الوقت الذى صمت فيه الثوار على التعديلات الدستوريه التى كان البشرى يقوم
بطبخها
- الإستفتاء على مواد
الدستور و إستخدام الدين فى تسيير الناخبين هو إنعكاس لأزمة العقل
- الإعتصام أمام
السفاره الإسرائيليه و إعتصام ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء كلها نتائج
لأزمة العقل المصرى
- التصويت فى مجلس
الشعب لتيار الإسلام السياسى و خاصة السلفى لمجرد أنه سوف يطبق شرع الله هو إعلان
واضح لأزمة العقل
- إعتصام العباسيه
القائم بالأساس على كذبة شخص هو إنعكاس واضح لأزمة فى العقل
أغلب خطوات الثوره
المصريه و التى ساهمت بشكل كبير فى حدوث إنكسارات فى مسار الثوره هى نتاج أزمة عقل
المواطن المصرى
ما أود أن أقوله أن
العقل الفاسد قادر على تدمير الثوره أو إصلاح المجتمع و بالتالى فإن إصلاح العقل
أولاً هو ضروره لأى إصلاح أو ثوره على النظم الفاسده
و قد يحتاج إصلاح العقل
إلى سنوات و لكنه ضروره إن لم تتم لن يمكن لثوره أو إصلاح فى المجتمع المصرى أن
ينجح لأن العقل المكون لهذا المجتمع فاسد
فما الحل لإصلاح العقل
؟؟
الحل هو التنوير و
التنوير يحتاج إلى الحريه و لا توجد حريه فى مجتمع فاسد و إصلاح المجتمع الفاسد
يحتاج إلى إصلاح العقل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق